وروى الإمام المنصور بالله بإسناده إلى الحسين بن زيد قال: حدثني سالم مولانا، قال: كنت مع الإمام زيد بن علي بواسط ومعه أناس من قريش فذكروا أمر أبي بكر وعمر، فكان القرشيون قدموا أبا بكر وعمر، فلما قاموا قال لي زيدٌ: قد سمعتُ مقالتهم، فكرهت أن أجاريهم، ولكن قد قلت كلمات فاذهب بها إليهم:
و من فَضَّل الأقوامَ يومـاً برأيهِ
فـإن عليـاً فضلتـه المنــاقبُ
و قولُ رسول اللّه و الحقُّ قولُه
وإن رَغِمَتْ مِنْهُ الأنوف الكَوَاذِبُ
فإنـك مِنِّي يـا عليُّ بمنـزل
كهارون من موسى أخ لي وصاحبُ
دعـاه بِبَدرٍ فاستجـاب لأمرهِ
و بـارز في ذَاتِ الإله يُضَـارِبُ
فأحجم عنه المشركون جَمِيعهم
شَبابُهـم والمنصفـون الأشـايبُ
ويوماً بذي المهراس أجْدَ بسيفه
وقد جَعلت تنبو السُّيوفُ القواضِبُ
فمـا زال يعلُوهـم به و كأنه
شِهـابُ تلقتـه القوابس ثـاقب
فإن يجحدوه حَقَّـه مع علمهم
بـه تجزهم عنـه بـذاك العواقبُ
المرجع مجموع رسائل الامام زيد عليه السلام من اشعاره